يا أيها الطفل الذي في عزمه *** عبر القرون تمرّسا وجلادا 
يا أيها الطفل الذي وقفت له ***رُزمُ الحديد مذلةً و كسادا 
من أي عصرٍ أنت يا شبل الهدى*** أين اغتذيت عقيدةً و جهادا 
من أهل بدرٍ أنت أم من خيبرٍ *** أرأيت خالد يشحذُ الآسادا 
وبأي قلبٍ يا فتى خضت الردى ***أم هل حملت بصدرك التوبادا 
فأجابني: خضت الردى بعقيدةٍ *** و بنورها تغدو القلوب جمادا 
بيني وبين الخلد وخز شويكةٍ *** تجلو الهموم .. وتنزع الأحقادا 
النصر تاجي ، والشهادة مولدي *** و النفس تعشق ذلك الميلادا 
رهج المعارك في اللقاء عبيرنا *** يا من لدنيا أخلدوا إخلادا 
قلبي تولّع بالجنان، وقد سمت *** روحي فدا للدين واستشهادا 
نادى الجهاد، فلا السلاح يخيفني *** و عقيدتي لا تقبل استعبادا 
نادى الجهاد، فلا المقام يطيب لي *** و دماء إخواني هناك تنادى 
نادى الجهاد، فلا الحياة تشدّني *** و الحور تملأ خافقي إنشادا 
نادى الجهاد، فيا لثارات الحمى *** و النصر في راياتها يتهادى 
أيهان شرعي.. أو تراق كرامتي *** و أظلُّ في نقع السراب حيادا!! 
تدمي الجراح على الجراح فموطني ***مثوى جراحٍ لا يجدن ضمادا 
يا أمتي: قرّي فدونك فتيةٌ *** باعوا الحياة وفتتوا الأكبادا 
لمّا لغا الرشّاشُ في ساح الفدا *** و هبوا لكِ الأرواح والأجسادا 
زُهرُ النواصي.. غضّةٌ أبدانهم *** وكأنما امتلكوا الإباء فؤادا 
صمدوا صمود الطود في وجه الردى *** والقرد كيف يقارع الأطوادا؟! 
و استحقروا هذر القنابل واللظى *** فالقلب يخفق نخوةً وعنادا 
و تبسموا للموت قُدْمَا فاسْمَعوا *** تكبير عمروٍ.. وانظروا المقدادا 
و تضوعت مُزعُ الشهيد فكبروا *** والأم تنشر حوله الأعيادا 
الله أكبر يا شآبيب الرضا *** حسب الشهادة أن تكون مرادا 
حمي الوطيس.. فيا أمومة زغردي *** و الطفل لبّى للجهاد وجادَ 
ارجم خنازير الضلالة والأذى *** واقمع روؤس الفسق.. والإفسادا 
سدّد ففي مقلاع داوود المنى *** والله يجعل في يديك سدادا 
واحرق - فديت رؤاك- يا شبل التقى *** مستوطناتٍ يستحلن رمادا 
ارهب عدو الله.. هزّ كيانه *** من عاث في كل البلاد فسادا 
سلمت يداك فقد أحلت طعامهم ***شوكا.. وصغت فضاءهم أصفادا 
لله درُّك شاع في قطعانهم *** رعب القلوب جماعةً وفرادى 
فاجأر لربّك بالتهجد والرجا *** أمّن يجيب الداعِ حين يُنادى 
يا ربي سوطا من عذابك مثلما *** أهلكت قبلهمُ ثمود و عادا